عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 05 / 2008, 19 : 11 AM   #9
مجموعة التكريم

 
الصورة الرمزية محمد بن شريه المطيري
 
تاريخ التسجيل: 12 / 06 / 2007
الدولة: الكويت
المشاركات: 4,029
معدل تقييم المستوى: 301
محمد بن شريه المطيري will become famous soon enough
افتراضي







نشأت الأبل وتعدادها في العالم

نشأت الأبل من قبل ما يقرب من 4500 سنة استأنس الانسان الجمل واعتمد عليه في كثير من أموره المعيشية ويشير الباحثون الى ان حضرموت هي المنطقة التي تم فيها ذلك بالرغم من ان منشأه الاصلي هو أمريكا الشمالية وقد عاش هناك لفترة مقدارها (40) مليون سنة.. هاجر بعدها الى المناطق الاخرى ثم انقرض فيها.. ويوجد الآن نحو (15) مليون جمل في العالم منها نحو (12) مليون في افريقيا واكبر تواجد له في الصومال (5 ملايين و400 ألف جمل ) ويليها السودان (2 مليون و904 ألف جمل) ثم اثيوبيا (960 ألف) وموريتانيا (718 ألف ) والنيجر (350 ألف) وتشاد (405 ألف) والجزائر (174 ألف) ومصر (95 ألف).. أما في آسيا فيوجد ما يقرب من (3 ملايين جمل) واكبر تواجد له في الهند (مليون و174 ألف) ثم باكستان (819 ألف) والسعودية (108 ألف) واقلهم في التواجد لبنان (ألف جمل ..........


التركيبه (الفسيولوجية ) اللأبل

تقول عن الجمل.. موطنه الصحراء.. والصحراء رمل، وهي قليلة الزرع والكثير منه خشن، مع ندرة الماء وقلته، وذلك يؤدي الى تميزها بدرجات حرارة عالية في النهار .. مع رطوبة في الليل.. وبرد ينزل بالعظام من شدته.

ومثل هذه الظروف الصحراوية تجعل من الحيوانات الصحراوية الثدية واهمها الجمل- لها متطلبات فسيولوجية تتحمل الجدب والجفاف.

وبسبب الرمل كان الخف.. والخف قدم. والاقدام كما سواها خالقها في سائر الخلق، من ذوات الثدي، وغير ذوات الثدي، تحمل اصابع خمسا، وتنضمر بعض الاصابع في بعض الاحياء، وتكتمل في بعض اخر، وفقا للحاجة. والجمل نما في اقدامه الاصبع الثالث والرابع وتساويا وحمل كل ظلفا.

وتفرطحت العظام، عظام هذه الاقدام، ولبست قفازا عريضا من لحم طري يلين للرمل الذي يخطو عليه ويمسك به ويثبت.. فلا تغوص اقدامه في رمال.. ولا تنثني له عظام.. فكان ذلك الخف حذاء الصحراء.. وكان صاحب هذا الخف عونا للبدوي في حمل اثقاله واهله ورهطه، وهو يطارد في رزقه طلبا للماء والكلأ.. فكان الجمل بالنسبة للبدوي.. كالسفينة بالنسبة للتجار الذين جعلوا من البحر وخيراته مطلبا لارزاقهم.. فسمي الجمل سفينة الصحراء.

وحياة الحيوانات في الصحاري تتطلب تكيفا خاصا من الناحية الفسيولوجية - كما اسلفنا- لتلائم الجدب والجفاف... فكان صنعة الخالق الذي ابدع صنع كل شيء بان جعل الجمل يتجنب خسارة ماء جسمه عن طريق العرق، بسبب التغير الكبير الذي يعتري درجة حرارة جسمه مختلفا بذلك عن بقية الحيوانات، فدرجة حرارة الجمل قد تكون في الصباح 34 درجة مئوية وتصل بعد الظهر الى اكثر من اربعين درجة مئوية في متوسط الحالات ولكنها تصل في ايام القيظ اللاهبة الى 47 درجة مئوية وبذلك يختزن كميات كبيرة من الحرارة التي تتبدد في الليل البارد دون الحاجة الى التفريط في الماء المخزون داخل جسمه.

وقد اكتشف العالم الانجليزي يل-نيلٌ ان بعض الحيوانات الثديية التي تعيش في الصحراء مع البدوي مثل الخيول والبغال والحمير والماعز والاغنام والكلاب لها مثل هذه الخاصية ولكنها تتفاوت في المقدار والاتجاه والتحمل.. لذا نرى الكلاب تلهث.. والخيول والحمير والبغال تعرق اذا اجهدها المشي والاغنام والماشية لا تقوى على السير تحت اشعة الشمس اللاهبة وتتلمس الظل ولا تقوى على العطش.. بل ان الخراف تستظل ببعضها ولا تقوى على السير مسافات طويلة.. مما جعل الجمل يمتاز عليها جميعا بقوة الاحتمال والسير على الرمال وتحمل العطش.. واكتشف هذا العالم ان الجمل هو الحيوان الذي يتحمل العطش لاطول مدة..

ومع العطش تزداد لزوجة الدم.. ويصعب جريان الدم في العروق.. فيلجأ الكائن الى المخزون وهو في الجمل سنامه ان صاحب العطش جوع او نقص في الغذاء.. وفي حالة العطش.. المخزون الاحتياطي للماء هو كلكل الجمل، اي الوسادة التي هي اسفل باطن الجمل.. فيزداد الجمل هزالا.. وتزداد لزوجة دمه ويتغير لون دمه من الاحمر القاني الى الزرقة.. وهو في هذه الاحوال لا يحتمل الاهانة او الضرب.. فان حدث له ذلك.. فلا يبيتن الضربة والاهانة وسينتقم من صاحبها ومن هنا جاء المثل العربي «احقد من جمل»

والجمل يتغذى على الاعشاب والنباتات الصحراوية.. واذا جاع يأكل كل ما يصادفه من شوك وعظام وجلود وجذوع النباتات الصحراوية.. ومن تصاميم الخالق وابداعه ان جعل معدة الجمل لها خزائن اربع:

- الكرش

- الجعبة

- ذات اللفائف او ام التلافيف

- الجوف

ويبدأ الجمل- شأنه شأن الحيوانات المجترة يأكل ما يقع عليه من حشيش ونباتات في الفيافي والصحاري حتى يمتليء كرشه.. ثم هو يمضي الى ناحية، مطمئنة هادئة، ليبدأ الاجترار وفي هذا ينتقل الطعام من الكرش الى القلنسوه، وهذه تهرس الطعام وتجعله لقما، تقذف بها الى الفم، وفي الفم تنطحن اللقمة بعد اللقمة. ثم تعود تنزل الى المعدة الى الخزانة الثالثة- ذات اللفائف- وهذه ترسل ما يصلها الى الخزانة الرابعة.

ولكنها تأذن فقط للناعم من الطعام ان يمر بها، وتحبس الخشن. وفي الخزانة الرابعة يجري الهضم ويتم.

وفي هذا كله حكمة من الخالق.. فالحيوانات المجترة عرضة للحيوانات المفترسة اذن لزم ان تأكل ما تجد على عجل ثم تطلب مكانا امنا تصنع طعامها بعيدا عن الخوف.

ومن عجائب صنعه سبحانه وتعالى ان جعل كل ما في جسم الجمل يتناسب مع طبيعة وجوده في الصحراء:

عيناه كبيرتان.. وعدسة كل عين تكبر الاشياء عند رؤية الجمل اضعافا مضاعفة بحيث يرى الجمل بهاتين العينين.. القط جبلا.. والفأر بحجم الجمل فتراه يجفل من قط وفأر.. وقديما قالوا.. عشرون جمل بذنب حمار..» حكمة الخالق الذي سخر هذا المخلوق وغيره لخدمة الانسان مصداقا لقوله تعالى:

(.. والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس، ان ربكم لرؤوف رحيم..) النحل/ 5-7

واهداب عينيه طويلة وغزيرة لتقيه رمال الصحراء.

وفي جسم الجمل من الاحتياط ما يحفظ به عليه الماء.. فهو لا يعرق او لا يكاد.. وانفه متصل بفمه- والفم يحبس ما يخرج مع هواء التنفس من ماء. وبذا يوفر ما امكنه من الماء.. وشفته العليا مشرومة كأنها مجسات حديثة.. ابدعها الخالق لتناول الشوك والخشن من النباتات الصحراوية كالسدر. وهو اكثر المخلوقات تحملا للعطش والجوع.. وبعضهم يقول ان الجمل يتحمل العطش عشرة ايام واكثر.. ويتحمل الجوع اربعين يوما واكثر.. وقد يبلغ ما يشربه الجمل ستين لترا من الماء وقيل ان في معدة الجمل خزانة تتصل بالكلكل- الوسادة التي في بطن الجمل- تمتليء بالماء، ثم تنغلق لوقت الحاجة - برنامج فكر واربح الذي يقدمه شريف العلمي في التلفزيون ايام وجوده بالكويت.

ثم يجيء العلم ليكشف لنا ان كلية الجمل تختلف عن كلاوي الحيوانات قاطبة.. انها مبطنة بغشاء بلاستيكي دقيق لا يتأثر بتركيز البول والمعادن الموجودة به، بل انها تستطيع ان تصفي تسعين بالمائة من بول الجمل داخل جسمه وقت الحاجة.. وهذا المعمل العجيب للتكرير والتصفية تعجز عنه فلاتر المياه الضخمة ومحطات التنقية.. هذا هو معمل التكرير الرباني لتنقية الدم من الشوائب.. بل انه لا يتخلص من بوله الا في اوقات اليسار والخصاب وتوفر الماء.

ويقف الجمل بسنامه فيعلوا عن الارض نحوا من سبعة اقدام، فلا تطوله الرجال، كما تطول الخيل، واذا تعذر على الرجل ان يصعد، وجب على الجمل ان ينزل، وهو يبرك عندما يؤمر طائعا ويتقي خشونة الارض بوسادة في صدره- الكلكل- ووسادة على كل ركبة من ركبه الاربع.. وعظمت الركب، وكبرت عظامها، فهي تلفت عين الناظر اليها.

والجمل يحمل ما بين 170- 270 كيلو جراما، يسير بها في اليوم 40 كيلومترا بسرعة اربع كيلو مترات في الساعة ويثابر على ذلك اربعة ايام.

والجمل عندما يسير يرفع قائمتيه اليمنيين معا ثم اليسريين معا، ثم اليمنيين.. وهكذا وراكبه يهتز من فوقه اهتزازا يحتاج احتماله الى تجربه وخبره.. ومع هذه الخبرة يجد البدوي متعة.. فجعله هودجا تزف به العرائس.. يتغنى باهتزازها شعراؤهم وعرسانهم.

واذنا الجمل كثيرتا الشعر، ولعل هذا لمنع دخول الرمل فيهما.

- وانف الجمل هو شقان ضيقان يسهل اغلاقهما عند الحاجة. والجمل يغلقهما منعا للرمل ان يدخلها.

كل شيء في خلق الجمل يهتف بعظمة الخالق.. ويهدف الى وقايته من الرمال من الخف الى الرأس..

والعرب يتغزلون بعيون المها ورقاب الظباء- الغزلان- بينما اهل الغرب يتغزلون بعيون الجمل ويعتبرونها جميلة حتى في اساطيرهم واشعارهم.. ونادرا ما نجد سائحا يأتي الى ارض العرب ولا يركب جملا ويأخذ صورا له وهو راكب لهذا الجمل.

وحليب الناقة.. اقرب انواع الحليب لحليب الام المرضع.. والرضع في البوادي يستسيغون طعمه فهو محلى من عند خالقه واثبتت تجارب العلم انه خال من الدهون المسببة للكوليسترول.. فاعطاؤه للرضع وقاية لهم من الجلطات والامراض الخبيثة.. وللكبار حماية لهم من الامراض المعدية وخاصة الانفلونزا... وتتنافس بعض مصانع الاجبان في فرنسا على انتاج نوع من الجبن من حليب النوق- جمع ناقة- ولم اسمع من بدوي انه صنع جبنا من هذا الحليب.. كما انني لم اسمع عن صناعة الالبان من هذا الحليب... واترك ذلك للقراء.. لاعلامي بذلك.


(.. ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون..) النحل/6 وهذا الجمال في السباقات والاعراس وحراسة حدود البادية. وشؤون اخرى.

الجمل صحراء، والصحراء جمل:

انك تنظر الى الجمل، فترى منه حاضرا

يبعث في خيالك الحزن في عينيه وهموم الدنيا تنيخه على كلكله.. وكأنه الصحراء حين يربض... في شظفها وجدبها واتساعها.. ومع ذلك فهو الصابر المتحمل لاعباء الصحراء.

فقيل بالامثال:

(..جمل المحامل..).. كناية عن ثقل احماله

(.. صبر الجمال.. وحظ النعال..) ..كناية عن شدة صبره وقلة حظه..

وقيل-( احقد من جمل.) دلالة انه لا يفوت ثأرا لاهانة خاصة ان كانت الاهانة بعد تعب مرير. وعطش شديد..

وقيل- (هودج اميرة على بعيرة..)- انثى البعير- اي ان العروس حسناء وجميلة كأنها اميرة.. هودجها على ناقة- بعيرة- كثيرة الدر- اي الحليب- وكثيرة الولد- اي انها ولود

افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت / بقية


اما في الماضي فالصحراء كانت تجمع بين العيشة الضنك والحرب.. فجاءت اناشيدهم واشعارهم في الجمال والابل استبسالا واستصراخا ومراثي.. وفي النص التالي وصف الناقة.. لطرفة بن العبد»- احد شعراء المعلقات- يقول:

واني لامضي الهم عند احتضاره

امون كالواح الاران نسأتها

لها فخذان اكمل النحض فيهما

على مثلها امضي اذا قال صاحبي

بعوجاء مرقال تروح وتغدي

على لاحب كأنه ظهر برجد

كأنهما بابا منيف ممرد

الاليتني افديك منها وافتدي

وفي هذه الابيات يعرض الشاعر صورة لناقته فيقول:

اذا ما اهمني امر يقتضي الرحلة بادرت الى ناقتي التي اعتز بها واعتمد عليها، لما اجتمع لها من صفات النجابة، فهي ضامره.. خفيفه.. سريعه.. نشيطة.. قوية على عناء السير تصل اخر النهار باوله دون كلل او تعب.

ويطمئن اليها راكبها، لانها مأمونة السير، متينة التكوين والبنيان، ذلول طيعة لا تنحرف ولا تميل، وانما تمضي في طريقها الواضح المرسوم. ومع ضمورها لها فخذان اكتنز لحمهما، واكتملت قوتهما، حتى ليخيل لمن يراهما انه امام بابي قصر عظيم مرتفع البناء، مصقول الطلاء، وعلى هذه الناقة ومثلها اقطع الفلاة الموحشة الرهيبة التي تخشى الناس اهوالها، ويتنادى الاصحاب يرجو كل ان يفدي صاحبه من اخطارها.

وانت ترى الشاعر في هذه الابيات قد جمع الصفات التي تمدح في الناقة من السرعة والامن، وقوة التكوين. وفي الابيات قوة تستمدها من قوة اللفظ ومتانة الصياغة واستواء العبارة.

فسبحان الذي اودع كل هذه العجائب في الناقة والجمل- الابل- والتي لا يدرسها الا اصحاب العقول الكبيرة.. وما عرضته من هذه العجائب في بديع خلقه تعالى لا يساوي ما يعرفه البدو عن الابل شيئا في الطباع والمصاحبة ولعل العلم يكشف لنا جديدا عن هذا المخلوق العجيب.

(..... ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار....) ال عمران/191
__________________




غرد فرح في سما الصمان ياشادي ........والعب بسبق جناحك في هوى نوده

غرد وانـا لي معك ماقـف وميعـادي..........واليا سعجت الحـــن نعطيك مردوده

وان عـــودت للبكار الشعل الاتلادي..........معنا مشاعيف شـعل ذكـرهن شوده
محمد بن شريه المطيري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس