عضو تاريخ التسجيل: 05 / 05 / 2007 الدولة: الدمام العمر: 50 المشاركات: 81 معدل تقييم المستوى: 223 | جمرة القيظ من فيح جهنم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... موضوعنا اليوم عن شدة حر الصيف خرجا في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اشتكت النار الى ربها , فقالت : يارب اكل بعضي بعضا , فاذن لها بنفسين , نفس في الشتاء , ونفس بالصيف , فاشد ماتجدون من الحر من سموم جهنم , واشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم " وهذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والالم فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة وما فيها من الالم يذكر بالم النار . ومنها ما يذكّر بالنار فان الله تعالى جعل في الدنيا اشياء كثيرة تذكر بالنار ( المعدة لمن عصاه وبما فيها ) من الالام والعقوبات من اماكن وازمان واجسام وغير ذلك . اما الاماكن فكثير من البلدان مفرطة الحر او البرد , فبردها يذكر بزمهرير جهنم مثل القطب الشمالي والجنوبي وحرها يذكر بحر جهنم وسمومها مثل دول الخليج وغيرها. واما الازمان فشدة الحر والبرد يذكر بما في جهنم من الحر والزمهرير , وقد دل هذا الحديث الصحيح على ان ذلك من تنفس النار في ذلك الوقت . قال الحسن : كل برد اهلك شيئا فهو من نفس جهنم , وكل حر اهلك شيئا فهو من نفس جهنم . وفي الحديث الصحيح ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : " اذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة , فان شدة الحر من فيح جهنم " . وفي حديث مرفوع خرّجه عثمان الدارمي وغيره : " اذا كان يوم شديد الحر , فقال العبد : لا اله الا الله , ما اشد حر هذا اليوم ! اللهم اجرني من حر جهنم , قال الله لجهنم : ان عبدا من عبادي قد استجار بي منك , وقد اجرته . واذا كان يوم شديد البرد فقال العبد : لا اله الا الله , ما اشد برد هذا اليوم ! اللهم اجرني من زمهرير جهنم , قال الله لجهنم : ان عبدا من عبادي قد استجار بي من زمهريرك , واني اشهدك اني قد اجرته . قالوا : وما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة برده " . ابواب النار مغلقه , وتفتح احيانا , فتفتح ابوابها كلها عند الظهيرة فلذلك يشتد الحر حينئذ فيكون في ذلك تذكرة بنار جهنم واما الاجسام المشاهدة في الدنيا المذكرة بالنار فكثيرة . منها الشمس عند اشتداد حرها , وقد روي انها خلقت من النار وتعود اليها , وقد ذكر بعض علماء الغرب ان درجة حرارة الشمس بلغت 6000 درجة مئوية تقريبا مع بعدها الشديد عن الارض , فلو سيرت فيها جبال الدنيا لذابت من حرارتها . وينبغي لمن كان في حر الشمس ان يتذكر حرها في الموقف , فان الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة ويزاد في حرها , وينبغي لمن لا يصبر على حر الشمس في الدنيا ان يتجنب من الاعمال ما يستوجب صاحبه به دخول النار , فانه لا حول ولا قوة لأحد عليها ولا صبر . راى عمر بن عبد العزيز قوما في جنازة قد هربوا من الشمس الى الظل , وتوقوا الغبار , فبكى , ثم انشد : من كان حين تصيب الشمس جبهته ***** او الغبار خاف من الشين والشعثا ويالف الظل كي تبقى بشاشته ***** فسوف يسكن يوما راغما جدثا في ظل مقفرة غبراء مظلمة ***** يطيل تحت الثرى في غمها اللبثا تجهزي بجهاز تبلغين به ***** يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا ومما يدل ايضا في الدنيا على وجود النار ( ويذكر بها ) الحمى التي تصيب بني ادم , وهي نار باطنه , فمنها نفحة من نفحات سموم جهنم , ومنها نفحة من نفحات زمهريرها . وقد روي في حديث خرّجه الامام احمد وابن ماجه انها حظ المؤمن من النار . والمراد ان الحمى تكفر ذنوب المؤمن وتنقيه منها , كما ينقي الكير خبث الحديد . ومن اعظم ما يذكر بنار جهنم النار التي في الدنيا , قال الله تعالى " ( نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين )" يعني ان النار التي في الدنيا جعلها الله تذكرة تذكر بنار الاخرة . ونار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار الاخرة وغسلت بالبحر مرتين حتى اشرقت وخف حرها , ولولا ذلك ما انتفع بها اهل الدنيا . مر ابن مسعود بالحدادين وقد اخرجوا حديدا من النار , فوقف ينظر اليه ويبكي . ولقد عذب الله امة شعيب عليه السلام بالحر الشديد حتى هلكوا جميعا وسنذكر قصة شعيب عليه السلام مع قومه لاحقا . نسال الله العظيم ان يجيرنا من حر الدنيا والاخرة .. انه جواد كريم .
[lvm hgrd/ lk tdp [ikl __________________ حمد المنصوري |