تابع نظم تربية الإبل : يمكننا أن نميز بين ثلاثة أنواع من نظم تربية الإبل وهي : 1- النظام الرعوي الانتشاري : وينتشر هذا النظام في معظم مناطق الوطن العربي الجافة وشبه الجافة . ويتحدد هذا النوع من نظم التربية حسب احتياجات الإبل للرعي الطبيعي والماء والمساحات الشاسعة المفتوحة والتي تتأثر بالعوامل الطبيعية ، وفيه تتحرك الأسرة بكاملها وراء المرعى الخصيب ومصادر المياه . 2- نظام التربية شبه المكثف : ويتم تحديد هذا النظام بأن تستأجر الأسرة رعاة لمرافقة الإبل والإشراف على رعايتها لمخلفات الزراعة . 3- نظم التربية المكثف : يتحدد هذا النظام باستقرار الأسر واستخدام المخلفات الزراعية وإعطاء الأعلاف المركزة في مناطق استقرار هذه الأسر ، وعلى الرغم من المحدودية النسبية الضئيلة للنظامين الأخيرين فإن هناك ظروف معينة أصبحت تؤثر فيهما كثيراً وهي : - تدهور المراعي وعدم توزيع المياه بصورة كافية . - تغيير النظرة إلى الإبل كوسيلة استثمار ومخزون استراتيجي للثروة . - تداخل الرحل مع المستثمرين ، وبحيث أصبح هؤلاء الرحل ملتزمين بطرق حياتهم والاقتداء بهم في الحياة الحضرية ، ولذلك هجر بعضهم تربية الإبل وتحول إلى ممارسة نشاطات أخرى . تغذية الإبل على مواد العلف فقيرة القيمة الغذائية : نتيجة لاعتماد الإبل في بيئتها الطبيعية على نباتات ملحية وشوكية مرتفعة في محتواها من الألياف ومنخفضة في محتواها من البروتين فإن الاعتقاد السائد هو أن الإبل تستهلك علائق فقيرة في نوعيتها إلا أن لهذا الموضوع شقين : 1- اختيار الإبل لغذائها في المرعى وللجزء المستهلك من النبات وهناك دلائل كثيرة على أن الإبل تحصل على غذاء ذو قيمة غذائية مرتفعة نظراً لاختيارها الأجزاء المناسبة من النبات (Gauthier-Pitters and Dagg,1981) كذلك فإنه تحت ظروف التغذية المقننة لا تستهلك الإبل العليقة الحافظة الخشنة المخصصة للأبقار بالمقارنة مع الأغنام (Farid et. al, 1979 ) . 2- تتفوق الإبل على الأغنام في هضم المادة الجافة والألياف الخام لكنها تتدنى في هضم البروتين الخام بالمقارنة مع الأغنام والماعز ورغم التدني في هضم البروتين الخام لكنها تستفيد من التغذية على المادة الجافة الفقيرة في البروتين وقد يعزى ذلك إلى تفوق الإبل في قدرتها على الاقتصاد في طرح النتروجين مع البول وإعادته إلى الكرش لاستخدامه مرة ثانية – والجدول يوضح نتائج دراسة مقارنة بين الإبل والأغنام والماعز عند تغذيتها على مواد علف فقيرة من مخلفات صحراوية (Gihad et al -1988) . وقديماً أثبت Read,1925 أن اليوريا المفقودة في البول تنعدم عندما غذيت ناقة حامل على عليقة منخفضة البروتين وكما أظهر أن الجمال تحت الظروف القاسية من نقص الغذاء البروتيني تخرج جرام واحد من اليوريا خلال 24 ساعة وهذه الكمية تنتج من التمثيل الغذائي لكمية قدرها 2.5 جم بروتين وهي كمية قليلة جداً . وقد أوضحت الميزات التي تتفوق بها الإبل عن الحيوانات الصحراوية الأخرى (الأغنام الماعز) بتغذيتها على علائق كونت من مخلفات زراعات فقيرة القيمة الغذائية . في دراسة مقارنة Gihad et. al, (unpublished) غذيت الإبل والأغنام والماعز على النباتات المحلية (Halophytes) استخدم فيها التغذية على القطف Atriplex الذي يتميز بارتفاع نسبة الألياف والرماد ومحتواه الملحي ، أظهرت الإبل قدرتها على التغذية على هذه النباتات بصورة أفضل من الأغنام والماعز حيث كانت الكمية المأكولة متقاربة مع تلك التي أكلتها الأغنام وأعلى من الكمية التي أكلتها الماعز ، وكان استهلاك الإبل التي تغذت على هذه النباتات الملحية للماء أقل بصورة مؤكدة عن مثلها في الأغنام والماعز فلقد استهلكت 2.89 ملليلتر ماء / لكل جرام واحد من المادة الجافة المستهلكة مقارنة مع7.31 , 8.37 ملليلتر للأغنام والماعز على التوالي . وكانت معدلات هضم الإبل للمادة الجافة والألياف والبروتين أعلى منها في الأغنام والماعز ، كذلك كانت الإبل هي الوحيدة التي أظهرت ميزان سالب وهذا يؤكد أهمية إنتاج الإبل في المناطق الجافة وشبه الجافة حيث يندر الغذاء والماء ويمكن إضافة قليل من الأغذية التكميلية Supplementary feeds مثل الشعير أو المخلفات الزراعية المتوفرة عندما تحتاج الإبل عليقة إنتاجية لا يوفرها المرعى الفقير . وفي دراسة على استهلاك الإبل للماء المالح مقارناً بالأغنام والماعز أظهرت النتائج الأولية مقدرة الإبل على غيرها من الحيوانات على استهلاك مثل هذه المياه وهذا يعطي الإبل ميزة بيولوجية أخرى في مقدرتها على المعيشة والإنتاج حيث يندر الغذاء والماء . استهلاك الغذاء : قدرة الحيوان على استهلاك الغذاء ـ كمية المادة الجافة المأكولة ـ من المؤثرات الهامة في التغذية ، فبالإضافة إلى القيمة العلفية للغذاء المتاح تحدد من كمية العناصر الغذائية التي يحصل عليها الحيوان ومدى كفايتها له في حالاته الفسيولوجية والإنتاجية المختلفة ـ لذلك كان من الضروري التعرف على قدرة الإبل على استهلاك الغذاء تحت الظروف المختلفة. من الدراسات الرائدة في هذا المجال تلك التي أجريت شمال وغرب أفريقيا(Gauthier-Pilters) والتي بينت أن الجمل البالغ والذي يتراوح وزنه بين 450-500 كيلو غرام يمكنه أن يتحصل في اليوم الواحد على 55 كيلو غرام من النباتات إذا كانت حالة المراعي جيدة من خلال فترة رعي تصل إلى 10ساعات وتتطلب فترة مماثلة للاجترار . وهذه الكمية تساوي تقريباً 12.4 كيلو جرام مادة جافة تمثل حوالي 2.6%من وزن الجسم ولكنها تقل عن ذلك كثيراً في المرعى الجاف الفقير وقد لا تزيد عن 10% فقط من الرقم المذكور إذا كانت حالة المرعى مفرطة في السوء . أما البيانات المتحصل عليها من تجارب التغذية المقننة عند المستوى الحافظ من التغذية على علائق تختلف في محتواها من الطاقة والبروتين (Farud et al , 1985a) وبالمقارنة مع الأغنام فقد تبين أن انخفاض تركيز الطاقة الممثلة في المادة الجافة ( زيادة نسبة المكونات الخشنة وزيادة الألياف الخام ) أو نقص نسبة البروتين الكلي في العليقة كلاهما نتج عنه تناقص كمية المادة الجافة في الإبل بينما في الأغنام زادت كمية المادة الجافة المأكولة بحيث يتحقق ثبات الكمية التي يتحصل عليها الحيوان من العناصر الكلية المهضومة TDN . من الملاحظات الهامة التي تؤكدها هذه البيانات أن الإبل في تلك التجربة حاولت الحفاظ على عليقة مأكولة يكون تركيز الطاقة الممثلة فيها لا يقل عن 2 ميغا كالوري في كل كيلوجرام مادة جافة حتى وإن أدى ذلك إلى تناقص كمية المادة الجافة المأكولة والكمية الكلية للطاقة المتحصل عليها . __________________ العمر رحله والليالي ركايب=خطواتنا قدام لا يمكن تعود نأخذ من الدنيا دروس وتجارب=والله يجمّلنا مع كل مردود
خالد بن عبدالله السبيعي |