عضو نشيط تاريخ التسجيل: 14 / 05 / 2006 المشاركات: 489 معدل تقييم المستوى: 243 | رغم انفه
إن الوالدين هما اساس وجودنا في الحياة منذ خلق الله ادم وحواء عليهما السلام والاحسان اليهما وبرهما مطلب رباني وانساني ومهما أحسنا إليهما فلن نؤدي حقهما لأن حقهما في البر والطاعة اكبر مما نتصور قال عز وجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) الإسراء 23 . وقال تعالي ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن ) لقمان 14 وقال تعالي ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها ) الأحقاف 15 . تذكرون قصة الرجل الذي حمل امه على ظهرهوهو يطوف بها على البيت فلقي ابن عباس فقال: اتراني قد اديت حقها فقال: لا ولا بزفرة من زفراتها. فحقها كبير ولو حصل انه يحملها. وروي عن بعض الصحابة ان سأله رجل وقال ان ابوي عاشا حتى كنت اتولى منهما ما كانا يتولان مني وانا صغير فهل جازيتها قال لا. لأنهما يتولانكا ويحبان بقاءك وانت تتولاهما وتحب موتهما. ولذا فإنني اذكر الجميع ان الله حرم عقوق الولدين وعصيانهما وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " ان الله كره لكم ثلاث: عقوق الامهات ووأد البنات ومنع وهات " فالعقوق هو القطع والعصيان فالأمهات لهن حق كبير خصهن هذا الحديث لأجل عظم حقهن على اولادهن فمعصية الوالدين كليهما تسمى عقوقاً . فمن اكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) كلمة أف جريمة في حقهما. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اثنان يعجلهما الله في الدنيا : البغي وعقوق الوالدين ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المرتجلة والديوث وثلاثة لايدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطي ) قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه ( فليعمل العاق ماشاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ) . قال كعب الأحبار : ( إن الله ليجعل هلاك العبد إذا كان عاقا لوالديه له العذاب وإن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان بارا بوالديه ليزيده برا وخيرا ) وجاء رجل إلى رسول الله يستأذنه في الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام فقال له النبي : ( أحي والداك ) قال نعم قال : ( ففيهما جاهد ) فما أعظم هذه المنزلة وما أحوجنا إليها أتى جاهمة السلمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره في الغزو فقال له : (هل لك أم ) قال نعم قال : ( ألزمها فإن الجنة عند رجليها ) إن بر الوالدين نوع من الجهاد في سبيل الله فهو جهاد الجسم في الخدمة، وجهاد النفس في الطاعة، وجهاد المال في الإنفاق، ولا يقوم بذلك إلا من أراد الله له الخير وكتبه من السعداء اعلموا اخواني أن البر سلف وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل . قال عليه الصلاة والسلام : ( بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم )
vyl hkti |