ثالثاً: العناية بالوليد :
يمر الحديث الولادة بتغييرات مثيرة في وظائف أعضائه خلال الساعات الأولى التي تلي الولادة ، حيث أن الجنين الذي كان محمياً جيدا في بيئته الرحمية ويعتمد بشكل خاص على الدم من الأم للتنفس والتغذية يواجه فجأة بيئة جديدة كليا ويجب أن يبدأ بالتنفس والهضم الطبيعي . ويتم إعداد معظم حديثي الولادة بشكل تدريجي لهذه التغييرات خلال الأيام القليلة الأخيرة من الحمل وخلال طور الولادة . وتشتمل عملية نضوج الجنين ، أو الاستعداد للولادة، كل الأعضاء وخاصة الجهاز التنفسي والقلبي الوعائي ، ولذلك فإن أي تعقيد خلال الأطوار الأخيرة للحمل أو أثناء الولادة يمكن أن تعرض مقدرة حديث الولادة على العيش للخطر . ويعمل الكشف المبكر على تلك الأجهزة و وظائفها على تجنب المضاعفات وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة ، ولذلك فان لهذا التقييم أهمية أساسية في تخفيض نسبة الفناء الوليدي الذي يعتبر السبب الرئيسي لخسارة الإنتاج في الجمال .
(أ) تقييم وفحص حديث الولادة :
يعتمد التقييم الجيد للحيوان حديث الولادة على معرقة البيانات الطبيعية والسلوك والتعريف السريري للمشاكل .
تعتبر كل المواليد الجديدة في جمل السنام الواحد ذات نمو متطور ويجب أن تكون قادرة على الوقوف والمشي لوحدها خلال بضعة دقائق إلى ساعة واحدة بعد الولادة . وربما يؤدي الفشل في تحقيق ذلك إلى التعرض للعوامل الخارجية المختلفة التي تشكل خطراً على الحياة لذلك فمن المهم جداً مراقبة المولود الجديد خلال الأيام الأولى للتأكد من قدرته على البقاء .
ويجب فحص المولود الجديد فور ولادته ، ويكون عادة مغطى بالغشاء الجلدي باستثناء الخياشيم كما أنه لا يشكل خطراً على التنفس . ويكون المولود الجديد نشيطاً نسبياً ويمكن أن يحمل رأسه عادة خلال بضع دقائق من الولادة . ويجب أن يركز الفحص الأولي في هذا الوقت على نضج المولود الجديد فالمولود غير الناضج أو المشوه يظهر ضعفاً في تمدد الاطراف والرقبة . وتتغير فرص بقاء المولود الجديد على الحياة بالإعتماد على درجة نضجة وفي جمل السنام الواحد فإن فرص البقاء بدون عناية مركزة تنخفض بشدة إذا ولد في أقل من 5ر11 شهر من الحمل . قد وجدنا أن الفحص القريب للغشاء الجلدي مفيد جداً في تقييم النضج ودرجة الإجهاد في المولود الجديد ، ففي حالة عسر الولادة أو الولادة الطويلة يصبح الغشاء الجلدي أصفر اللون بسبب التغوط الزائد وحتى الإسهال في الجنين .
وتتضمن العوامل الأكثر أهمية في تقييم المولود الجديد كلاً من الوزن عند الولادة ونبض القلب ونوع وإيقاع التنفس ودرجة حرارة الجسم ويتراوح متوسط الوزن عند الولادة الطبيعية بين 30 إلى 42 كغ في جمل السنام الواحد والسنامين ، ويجب اعتبار الأحجام الأصغر على أنها غير مكتملة النمو وتتطلب عناية مركزة.
أما نبض القلب فإنه يكون عالياً جداً عادة عند الولادة من 80 إلى 120 ضربة في جمل السنام الواحد ، كما أن التنفس يجب أن يكون منتظماً ( 20 إلى 30 في الدقيقة ) .وتشمل علامات الضيق التنفسي الفم المفتوح ( يلهث بحثاً عن الهواء ) والتنفس الثقيل بسبب إنهيار الرئتين أو وجود سوائل . وتتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعي عادة من 5ر37 إلى 39 درجة . وقد يظهر المولود الجديد ارتعاشاً خلال الساعات الأولى بعد الولادة لكن هذا الأمر طبيعي ، وتظهر حركة الامتصاص اللاإرادية عادة خلال النصف ساعة الأولى بعد الولادة مع سيلان اللعاب المتزايد.
ويجب فحص كل المواليد الجدد لإكتشاف أي علامات شذوذ وخاصة تطور الطرف الشاذ والرتق الشرجي والشق الشاذ في اللهاة أو العمى . وتعتبر أكثر الحالات غير الطبيعية المنتشرة في المواليد الجدد هي تشكلات القدم , وقد شخصت حالتان للمريطاء وحالة تورم درقي ويلاحظ بشكل متكرر وضع غير طبيعي في الوقوف للمواليد ذات الوزن الثقيل في جمال السنام الواحد ( خاصة الذكور ) ولكن هذا النوع من المشاكل يمكن أن يختفي خلال أسابيع . وتعتبر عدم القدرة على الوقوف أو تشكيلات ضخمة غير طبيعية في القدم شائعة في الحيوانات غير البالغة . كما وجدت نسبة كبيرة من أمراض العيون خلال الأسبوع الأول من حياة المولود في السنام الواحد تتراوح خطورتها بين الرمد والتهتك والعمى .
ويعتبر الفحص القريب للمشيمة مهماً أيضاً للتنبؤ بالمشاكل المحتملة في المولود ، وعادة يرتبط وجود مشيمة صغيرة مع عدم إكتمال النضج أو الأجنة الحوارة . ويعتبر وجود آفات تحريضية أو معدية سبباً لإعطاء علاج بالمضادات الحيوية للمولود لمنع تسمم الدم الشكل (6) .

الشكل (6) a-d : فحص المولود الجديد , فحص الغشاء الجلدي
a : طبيعي , b-d : غشاء ذو لون أصفر بسبب الإسهال في حالة الولادة الطويلة أو عسر الولادة
الشكل (7) a-b : تشكلات غير طبيعية للقوائم عند بعض المواليد

الشكل (8) a-b : أمراض المولود a: التهاب وريد اللحمية , b : تورم درقي
(ب) العناية الأولية للمولود الجديد :
تعمل العناية الكافية بعد الولادة للمولود على زيادة فرص بقائه ، وتتضمن هذه العناية الإجراءات اللازمة ضد التلوث والتعرض للعوامل البيئية .
1- تجنب التعرض :
تعتبر درجة الحرارة المنخفضة العامل البيئي الأكثر أ همية الذي يؤثر على بقاء المولود حديث الولادة في جمل السنام الواحد وينخفض تأثير هذا العامل بشكل طبيعي لأن اكثر الولادات وخاصة في جمال جنوب امريكا تحدث خلال ساعات الصباح ويمكن أن تتم الولادات في أي وقت من اليوم ولذلك يجب نقل المولود الى مكان محمي اذا كانت درجة الحرارة باردة أو حارة جدا.
2ـ تجنب التلوث :
تبدا الوقاية من التلوث في المولود الجديد قبل الولادة وتستمر خلال وبعد الولادة ويجب تلقيح كل الأمهات ضد داء الكزاز (CLOSTRIDIUM PERFRINGENS نوعDو C) خلال الشهر الاخير من الحمل لتامين كمية كافية من اللباء عند الولادة ويعتمد تجنب التلوث خلال الولادة على الادارة الجيدة في المخاض بما في ذلك البيئة النظيفة في الولادة والمعالجة الولادية المعقمة ويجب تنظيف حظيرة الولادة بشكل منتظم ويجب ان تكون قريبة الى مصدر إن تطلب ذلك . ويجب قطع الحبل السري فوراً بعد الولادة وربطه وغمسه في 7% صبغة يود لحمايته من التلوث ، ويجب كذلك فحص السرة بشكل منتظم في الساعات الأولى لإكتشاف أي أمر غير طبيعي ( مثل الفتق أو النزف ) . وتعتبر كل هذه المعالجات مفيدة ولكن الجزء الأكثر أهمية في الوقاية من التلوث هو تأمين النقل الكافي للأجسام المناعية ( الغلوبيلين المناعي ) من اللباء الشكل (9) .

الشكل (9) a-b : العناية بالوليد (تعقيم الحبل السري)

الشكل (10) أمراض المولود :
علامات اسهال شديد وتقيح المنطقة الشرجية والفرج

الشكل (11) a-b العناية بالوليد
a: تعتبر الرضاعة بالزجاجة ضرورية عندما لايكون للأم إنتاج جيد للحليب أو عندما يكون المولود صغيرا ولا يستطيع الوقوف في الأيام الأولى , b: تغذية غير كافية في الأسابيع الأولى.
أ- النقل السلبي للمناعة :
تعتبر كل المواليد الجديدة لجمل السنام الواحد تقريباً بدون مناعة ( ليس لها نظام مناعة ناضج عند الولادة ) ، وبسبب نقص النقل المشيمي للغلوبيلين المناعي فإنها تعتمد بشكل خاص على المناعة السلبية التي تمصها من لباء الأم لحمايتها ضد التلوث خلال الأسابيع الأولى من حياتها ويتمثل هذا النقص في إرسال الغلوبيلين المناعي عبر المشيمة. ولا تعرف على وجه الدقة المدة اللازمة لتصبح الأمعاء قادرة على امتصاص الغلوبيلين المناعي في جمل السنام الواحد .
ب- تقييم نقل الغلوبيلين المناعي :
يعتبر فشل النقل السلبي للغلوبيلين المناعي سبباً رئيساً في الفناء الوليدي في جمل السنام الواحد ولذلك فإن تقييم النقل السلبي للمناعة مهم جداً في إدارة المولود الجديد لجمل السنام الواحد . وهناك عدة أساليب متوفرة للتقييم الكمي والنوعي لمستويات مصل IJG التي يمكن تحديدها بالتشخيص الاشعاعي للانتشار المناعي أو بالترحيل الكهربائي للبروتين لكن هذه الطريقة تستغرق الكثير من الوقت عادة وتتطلب وسائل مختبر ولذلك فإنها ليست عملية ميدانياوتعتبر اختبارات الخارصين سريعة ورخيصة ويمكن أن تتم في الحقل ، ويجب أن يتم عملية تفسير هذه الإختبارات بشكل حذر لان مقياس التعكر في جمل السنام الواحد يكون عادة أقل من البقر والخيل . ويمكن أن يكون قياس المصل الكلي للبروتين اختباراً سريعاً مفيداً لتقدير نقل الغلوبيلين المناعي . وعلى أية حال فإن هذا الاختبار يمكن أن يتأثر بعدة عوامل مثل الجفاف . ويجب مقارنة كل هذه الاختبارات مع السيطرة الايجابية ( مصل الأم أو مولود جديد طبيعي ) .
ج- منع وإدارة نقص الدم :
يمكن تجنب فشل النقل السلبي بشكل سهل بمراقبة عملية مص اللباء خلال 24 ساعة الأولى من الحياة ، وتنتج أغلب حالات الفشل عن الأداء الناقص للضرع أو فشل المولود الجديد أن يرضع . وفي جميع الأحوال فإن أخذ اللباء لا يمكن تأخيره إلى حين معالجة السبب الأساسي لفشل النقل السلبي ، وإن كان المولود الجديد غير قادر على الرضع أو في حالة نقص الدر الكافي فإن اللباء يجب أن يعطى خلال 24 ساعة الأولى من الحياة ، وليس هناك بيانات حول الكمية الملائمة من اللباء التي تعطى خلال 24 ساعة الأولى . وفي جمل السنام الواحد تستعمل نفس المقادير التي أعطيت للعجول أو المهور ( 250 إلى 300 ملغ كل ساعتين بمجموع 5ر1 ملغ في 18 ساعة الأولى) . ويمكن أن نأخذ اللباء من الناقة التي كان لديها ولادة ناجحة وإنتاج حليب كاف ويخزن لمدة سنة في التجميد ( أقل من 20 درجة ) أما الإطعام بالزجاجة فانه عادة مقبول بشكل جيد وليس له أي مشاكل في الحوار المولود الجديد اليقظ الذي يتمتع بمص جيد . وعلى أية حال إن كان المولود الجديد ضعيفا يجب إعطاء اللباء عن أنبوب المعدة الذي يجب أن يتم تمريره إلى نهاية المري لتسهيل دخول اللباء بشكل مباشر إلى الجزء الثالث في المعدة عن طريق أخدود المري وكذلك للحيلولة دون ركوده وتخمره في الجزء الأول . ويمكن اعطاء البلازما من الأم بالفم إن لم يكن اللباء متوفراً .
وبعد 12 أو 18 ساعة من الحياة ( انخفاض الامتصاص المعوي ) فإن أفضل علاج للمولود الذي يعاني من انخفاض حاد في المناعة HYPOJAMMAJLOBULINEC هو بلازما الآباء الذي يعطى بالحقن الوريدية البطيئة. ويساعد المعدل البطيء على تجنب الجرعات الزائدة وإرتفاع ضغط الدم ، ويكون رد الفعل على نقل الدم نادراً ولكن يجب أن يراقب بشكل حذر (تصاعد نبض القلب والرجفة وضيق التنفس ) . كما يوصى بإجراء نقل دم كامل أيضاً إذا كان المولود الجديد يعاني من الأنيميا أو إذا كان من غير الممكن فصل خلايا الدم الحمراء عن البلازما ويمكن إعطاء البلازما الجديدة فوراً بعد جمعها وتمخيضها ويمكن كذلك تخزين البلازما مثل اللباء ويمكن زيادة تركيز بلازما الغلوبيلين المناعي بإستعمال ال 50% من الكمية الأولى الناتجة عن الذوبان .
.